ويستشهد الماركسيّون على كون الدين ردّة فعل للاوضاع والعلاقات الاقتصادية بأنه كلما تحسنت الأوضاع الاقتصادية لدى الطبقات الكادحة وظهرت في قلوب المحرومين بوارق الامل والرجاء اختفت الأفكار والمعتقدات الدينية وحلت محلها الأفكار المادية.
بينما ينعكس الأمر عندما تنعكس المعادلة ، فكلما ساءت أوضاع الكادحين والمحرومين ظهرت العقيدة الدينية وراج سوقها ، ونشط دور رجال الدين ، ولجأ الناس الى مفاهيم الدين.
وهذا يعني أن بين الوضع الاقتصادي والاقبال على المفاهيم الدينية علاقة متعاكسة فكلما تحسن ذاك تدهور هذا ، وكلما تدهور ذاك تحسن هذا.
ولهذا يقول لينين : «الدین مرتبط بالظلم دائماً فحيثما يوجد الظلم يوجد الايمان بالدين ، واذا ما تخلصنا من الظلم وجب أن نتخلص من الدين ، بل ان تخلصنا من نفوذ الدين يساعدنا على التخلص من الظلم» (١).
مؤاخذات على هذه النظرية
هناك مؤاخذات عديدة على هذه النظرية وما قيل في تبريرها ، بحيث يجعلها فكرة خاطئة لا يمكن عدها من الفروض القابلة للدراسة بل يجعلها في عداد النظريات التي أخترعت لهدف خاص هو اشاعة الالحاد والاباحية. ونحن نكتفي هنا بذكر جملة منها هي :
أولا) ان معلومات هذا الفريق من الماديين عن الدين ومفاهيمه ، وجذوره وأفكاره ، يرجع الى انطباعاتهم عن سلوك آبائهم ، أو ما وجدوه في المجتمع من غث وسمین منسوب الى الدين ، ولاشك أن الكثير من هذه التصرفات والمواقف
__________________
(١) النظام الشيوعي ص ٥٣.