والتصورات لا تمثل حقيقة الدين الناصعة ، وجوهره الصافي ، فقد طرأ على الأمور الدينية من التشويه والمسخ والاعوجاج ما غيّب تلك النصاعة والصفاء خلف غيوم من الأيام والانحراف.
ولو أن هؤلاء الماديين اعتمدوا المنابع الدينية الأصيلة لدراسة الدين ، وجعلوا سيرة قادته المخلصين وسلوكهم النقي من الشوائب والانحرافات ملاكاً لحكمهم على العقيدة والافكار الدينية لقضوا بغير ما قضوا ، هذا أن كانوا غير متأثرين بأفكار مسبقة وغير مندفعين بنيات مبيّتة.
لقد اتخذ هؤلاء ذلك الموقف المعادي والسلبي من الدين وهم يعيشون في البيئات الغربية التي يسود فيها دين الكنائس الذي تنسب نفسها وعقائدها وممارساتها المشينة إلى المسيح زوراً ، وغير خفي على المطلع آن دين الكنائس في تلك البلاد كان قد انتهى الى مجموعة من الخرافات والتحريفات والاباطیل والمهازل وهي التي بررت للماركسيين ان يطلقوا مثل هذا الحكم القاسي والسلبي على الدين على وجه الاطلاق. ولمعرفة هذه التحريفات ، وهذه الخرافات تكفي مراجعة عابرة لكتب العهدين (التوراة والانجيل) وعظات القساوسة المنشورة.
* * *
ثانياً) أن هؤلاء تغافلوا عن ما للدين والعقيدة الدينية من الاثار الايجابية البنّاءة في حياة الانسان ، وكيف أنها من أهم عوامل التحرك والتقدم والرقي والصعود لا الجمود والركود.
وقد عقدنا لبيان هذه الآثار فصلا موسّعاً ستقف عليه قريباً ، الا اننا نستعرض هذه الأثار هنا بسرعة خاطفة وعلى سبيل الأجيال استكمالا لهذا البحث فنقول :