ان للعقيدة الدينية آثاراً عديدة في حياة الانسان وأهمها ما يلي :
أ ـ التقدم العلمي في ظل الدين : فان التدين يسند وجود العالم إلى فعل قوة عليا عالمة قادرة ، والمادي بسنده إلى التصادف الأعمى ، ومن الطبيعي أن تكون العقيدة الأولى هي الباعثة على اكتشاف السنن والانظمة دون الثانية فان اقبال العالم على اكتشاف الروابط والنواميس الكونية فرجع علمه بوجود سنن قطعية على سبيل الاجمال وهو لا يحصل الّا مع العلم بأن الكون من صنع الخالق العالم القادر المدبّر الحكيم ، وهذا مما لا يتوفر عند من يقول بوجود الكون عن طريق الصدفة اذ الصدفة تعني الفوضى واللانظام.
ب ـ الدين دعامة الأخلاق : ان اعتقاد الإنسان بالله سبحانه ، وأنه خلقه لغاية وهدف ، وان الموت ليس نهاية الحياة يولّد في الانسان رادعاً قوياً ، يردعه عن الانسياق وراء شهواته الرخيصة واهوائه ونزواته ، كما أنه يولّد فيه مثلا أخلاقية ، وتوجب نموّ السجايا الخيّرة في كيانه فلا يرتكب كل ما تمليه عليه مصالحه الشخصية كما هو دأب المادي أمير المؤمن بالله.
فان العالم الكيمياوي اذا اقترح عليه بان يصنع سلاحاً مدمّراً ، أو قنبلة سامة فتاكة لقاء عرض مادي مغر ، لا ينفذ هذا الطلب اذا كان مؤمناً بالله بخلاف العالم المادي الذي لا يعتقد برقابة الهية ولا بجنة ولا نار ، وهذا غير ما سيوافيك من أثر العقيدة الدينية في مجال القانون.
ج ـ الدين عامل التحرك والاستمرارية : فان الانسان الذي يعتقد بأن وراء هذا الكون قوة عليا قادرة على دفع الشدائد ودرء المصائب عنه ، إذا توجه اليه واستعان به فان اعتقاده هذا يساعده على الاستمرارية والاستقامة بل والتحرك والتقدم لانه يرى نفسه معتمداً على تلك القوة وآملا بنصرها وتأييدها بخلاف المادي الذي لا يركن الى ركن وثيق ، وهذا يعني أن الدين أكبر