ذات درجات ومراتب حسب درجات معاليلها.
اذا وقفت على هاتين المقدمتين يسهل عليك التصديق بما قلناه باختصار في مطلع هذا البرهان من «ان وجود الحركة في الأوصاف والأعراض خير دليل على وجودها في الجواهر والأجسام».
وقد لخص العلامة الطباطبائي هذا البرهان بقوله :
«ان الحركات العرضية بوجودها سيالة متغيرة ، وهي معلولة للطبائع والصور النوعية (اي كالجمادية والنباتية والحيوانية) التي لموضوعاتها ، وعلة المتغير يجب ان تكون متغيرة ، والالزم تخلف المعلول بتغيره عن علته وهو محال قالطبائع والصور الجوهرية التي هي الأسباب القريبة للاعراض اللاحقة ، التي فيها الحركة ، متحركة في وجودها ، متجددة في جوهرها» (١).
وعلى ضوء هذا البرهان يجب ان يكون للاجسام هوية سيالة كهوية الاعراض وان كنا لا نحس بذلك السيلان والتدرج والحركة ، فكما ان حركة الفلز في الحرارة تلازمه في كل لحظة حرارة خاصة يعدّ المجموع بسبب الاتصال والتلاصق حرارة واحدة فهكذا يجب ان تكون للذات والجوهرفي كل لحظة هوية جديدة ، ولكن تلك الهويات ـ لاجل الاتصال ـ تعدّ شيئاً واحداً ، وهذه الوحدة الاتصالية أوجدت شخصية واحدة في ظل الوحدة الاتصالية.
* * *
البرهان الثاني :
لاشك في ان البعد الزماني من الأمور الواقعية التي يلمسها كل انسان ، فلا يمكن ـ مثلا ـ انكار البعد الزماني بين السيد المسيح ـ عليه السلام ـ ونبينا الاكرم
__________________
(١) نهاية الحكمة ص ٢٧ ـ ٢٨.