خالق الكون غير انهم عجزوا عن البرهنة والاستدلال على معتقدهم هذا ، اذ ان الحدوث الزماني عبارة عن «سبق عدم العالم في زمان خاص وانه كان زمان لم يكن للعالم فيه خبر ولا أثر».
وهذا الرأي أوقعهم في مشكلة لانه ينقل الكلام إلى نفس «الزمان» فهل لهذا الزمان حدوث زماني أو لا؟
فان اختاروا الاول لزم أن يكون للزمان زمان أي أن يكون ثمت زمان لم يكن فيه من الزمان اللاحق أثر ولا خبر ، وهذا باطل جداً لانه ينقل الكلام الى الزمان السابق وهكذا يتسلسل.
وان اختاروا الثاني استلزم ذلك قدم الزمان وهم يفترون من كل قديم زماني.
هذا وقد طال البحث والجدل حول هذه المسألة التي هي خارجة عن اطار هذا البحث.
غير ان نظرية «الحركة الجوهرية» قد حلّت العقدة وأثبتت الحدوث الزماني للمادة بأوضح الوجوه لانه اذا كان الزمان منبعثاً من تجدّد المادة وتدرجها فكل قطعة من المادة السيالة ترسم عدم القطعة اللاحقة ، فتصير كل قطعة من المادة موصوفة بأنها لم تكن مع القطعة السابقة ، وبالنتيجة لم تكن في الزمان السابق على القطعة اللاحقة.
وبتعبير آخر : اذا كان كل قطعة من المادة السيالة وكل درجة منها متعانقاً مع الزمان ، ولم يكن من القطعة اللاحقة أثر ولا عين فيها ، مع توصيف القطعة اللاحقة بالحدوث الزماني ، وهو انه لم تكن القطعة اللاحقة في ظرف القطعة السابقة ، وهكذا الحال اذا وضعنا البنان على كل جزء جزء من تلك المادة السيالة.
وبهذا يثبت الحدوث الزماني بالطبيعة من دون أي اشكال.