د) الطائر يتبدل الى بيضة ، والبيضة الى فر خ طائر ، وهذه التبدلات المنجرة الى هذا الأنواع تحصل شيئاً فشيئاً أي يكون النوع الحاصل نتيجة تراكم أو انضمام التبدلات الجزئية بعضها الى بعض.
هـ) اللغة وهي من الظواهر الاجتماعية تتحول وتتطور ، ولكنها لا تخضع لقانون الديالكتيك ، فان التاريخ لا يخبرنا عن تحولات كيفية دفعية في اللغة ، بل تتحول اللغة تدريجاً ، ولهذا لا توجد نقاط فاصلة في حياة اللغة تتحول فيها من شكل الى شكل آخر ، نتيجة للتغيرات الكمية البطيئة.
و) ان المشاهدات العينية في مجال انتقال المجتمعات من النمط الزراعي الى النمط الصناعي تثبت أن كل ذلك كان يحدث شيئاً فشيئاً عبر مدة طويلة لا بالفجأة والقفزة.
ز) ان تغییر نظام الرق ، وتحرير الانسان بعدما عانى من العبودية والاستعباد في بعض المجتمعات القديمة لم يتم بصورة دفعية فجائية في جميع المناطق بل كان يتحقق في اكثر المناطق بصورة تدريجية ، وحدوث ذلك بصورة دفعية وقافزة في بعض المناطق نادر وقليل.
حـ) ان ذوبان الزجاج وشمع العسل يتم تدريجاً كما ان الموت والحياة يحدثان بعد حصول تغيرات تدريجية.
أن جميع هذه الأمثلة وغيرها مما لم نذكرها رعاية للاختصار ، تشهد بان حصول الأنواع ، او الكيفيات الجديدة ، لا يتحقق دائما بصورة قافزة ، وان صدقت هذه المقولة في بعض الموارد ، فلا يصح مارتيه الديالكتيكيون على الأصل الذي ذكروه في مطلع هذا البحث.
* * *
واما النتيجة الثالثة وهي : شمول هذا الأصل (وهو انتهاء التغيرات