يكفيها بعض الاثارة ونفوس يجديها بعض الاصلاح ، فلا داعي لنسف كل شيء ولا داعي لسلوك طريق الانقلاب الدموي المهدم الذي يأكل الاخضر واليابس.
من هنا لا يصح ما رتبته الماركسية على الاصل المذكور في مطلع هذا البحث من حتمية سلوك طريق الانقلاب الاجتماعي بنحو مطلق ، بل لابد من تقييم الأوضاع والحالات في المجتمع ، وملاحظة نوع المجتمعات ومعرفة مدى استشراء الفساد في سطوحها ونفوذها في أعماقها.
وتتجلسی صحة هذا الموقف اذا لاحظنا أمراً مهماً وهو ان المجتمعات الانسانية مجتمعات حرّة ذات عقل وارادة وعند ذلك يمكن أن نحاسب ونری ما هو الأصلح للوصول الى الضالة المنشودة.
وأمّا بناء على ما ذهب اليه ماركس وأتباعه من تصوير المجتمعات البشرية وكأنها الة صماء تجري في مضمار التكامل وتتحول من نظام الى آخر من دون اختيار وحرية ، فليس أمام المرء الّا أن يسلك طريقاً خاصاً واحداً ، وهو استخدام اسلوب الثورة العارمة والانقلاب الدموي من دون أن يكون أمامه أية خيارات أخرى.
وسنفصل هذا فيما يأتي من الأبحاث.
ثم ان هناك أسئلة أخرى تطرح نفسها على الديالكتيكيين ونظريتهم لم يجدوا لها اجابات صحيحة مقنعة نذكر بعضها هنا.
ان الماركسية تريد اجراء أصل الانقلاب في المجتمع وتعتقد أنه أصل كلي وحتمي الوقوع في جميع المجتمعات مع انا نرى بعض المجتمعات تقع فيها الانقلابات الاجتماعية في مدة عشر سنين حيث تنجر التناقضات والصراعات الداخلية فيها إلى الثورة والانقلاب ، ونرى الى جانب تلك