المجتمعات ، مجتمعات أخرى يمر عليها أكثر من مأتي عام دون أن تقع فيها انقلابات مماثلة ، فرغم فسادها وتراكم ذلك لا نرى فيها أثراً لتبدل الكميات الكثيرة الى كيفية جديدة ، ولا تنجر التناقضات الداخلية فيها الى حركة وانقلاب على غرار ما يصوّره أو يتصوره الماركسيون في هذه النظرية ، ونمثّل لذلك بما يلي :
ان الماركسية تعتقد بأن الثورة الفرنسية الكبرى ثورة رأسمالية ، وقد تحققت هذه الثورة عام ١٧٨ ، أي انه يمر على تلك الثورة قرابة مأتي عام ، ومع ذلك لم تنجز التناقضات الداخلية فيها الى الانقلاب الاشتراكي!
والأفضح من هذا هو الانقلاب الواقع في المجتمع البريطاني عام ١٦٨ ـ ١٦٨٨ ، وهو الانقلاب الذي جرّ بذلك المجتمع إلى الرأسمالية وأنهی عهد الإقطاع ، فانه رغم مرور ثلاثة قرون على هذه الثورة ، وتكامل وسائل الانتاج فيها ، لم يتغيّر نظام ذلك المجتمع إلى النظام الاشتراكي ، ولم تحصل أو تقع أية ثورة على العلاقات الاقتصادية الظالمة الحاكمة هناك ، (ونقصد بالعلاقات الاقتصادية كيفية مالكية الانسان لوسائل الانتاج).
في حين أن المجتمع الروسي انقلب الى النظام الرأسمالي عام ١٥ ولم يمر سوى اثني عشر عاماً الا وانقلب الى الاشتراكية.
فلو كانت التبدلات الجزئية التدريجية والتناقض الداخلي تنتهي دائماً الى حدوث كيفية جديدة ، فلماذا لم تحدث تلك الكيفية في انجلترا وفرنسا؟!
أو ليس هذا خير دليل على أن جریان هذا الأصل في المجتمع لا يخضع الضابطة مطردة ، وانه لو صحّ جریانه فانما يجري في الطبيعه خاصة.
اذا كان الماركسيون يعتقدون ان الانقلاب في المجتمع يحدث بعد تكامل