أو «التكامل» أو غير ذلك من الأصول ينظرون اليه مجرداً عن أي شيء آخر فهل يعني فعلهم هذا انهم ينكرون الارتباط العام؟؟
وخلاصة القول أن ثمة فرقاً كبيراً وبونا شاسعاً بين عدم كون شيء موضع الحاجة ، وبين انكاره.
* * *
ثانياً ـ هذا الأصل ليس بجديد :
ان هذا الأصل ليس أصلا جديداً ، بل هو أصل قدیم سبق ان تعرضت لذكره الفلسفة الإغريقية.
فهذا هو معلم المشائيين «ارسطو» قد أخذ هذا الأمر أصلا موضوعياً واعتبره أمراً مفروغاً عنه ، عند الاستدلال علی كون خالق الكون واحداً ، حيث استدل بوحدة العالم على وحدة الاله (١).
يقول الحكيم السبزواري في تعريف هذا البرهان :
«نريد أن نبرهن على انه لا شريك له في الالهية والفاعلية فمهدنا أولا وحدة العالم ثم أثبتنا وحدة الاله».
بل ذهب قدماء الفلاسفة في اعتبار العالم كلا واحداً ، والى القول بارتباط أجزائه المتنوعة أبعد حد حتى انهم شبهوه بانسان واحد ، فأعطوا لكل جزء من أجزائه اسم من أسماء الأعضاء في الجسم الانساني وهذا هو ما سبكه الحكيم السبزواري في قالب الشعر اذ قال :
ان السماء كله أحياء |
|
والشمس قلب غيره أعضاء |
وقال في شرحه :
__________________
(١) الأسفار ج ٦ ص ٩٤.