كما ان القلب الصنوبري في الانسان الصغير اشرف الاعضاء وله الرئاسة كذلك الشمس في الانسان الكبير سيد الكواكب والافلاك وله الرئاسة على الاجسام وغيرها الأعضاء الاخر للانسان الكبير من الرئيسة والمرؤوسة.
الى أن يقول :
فبالنظام الجملي العالم |
|
شخص من الحيوان لا بل آدم |
لكنّ لا رأس له ولا ذنب |
|
كما له ليس نشه وغضب (١) |
هذا عن الفلاسفة الاغريق.
وأمّا الفلاسفة الاسلاميون فقد أشاروا الى ذلك الارتباط العام والاتصال بین ظواهر الطبيعة وأجزائها بل صرّحوا به في دراساتهم ومصنفاتهم.
قال العلامة الطباطبائي عند تفسير قوله تعالی مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ :
«المراد بنفي التفاوت اتصال التدبير ، وارتباط الاشياء بعضها ببعض من حيث الغابات والمنافع المترتبة على تفاعل بعضها في بعض فاصطكاك الاسباب المختلفة في الخلقة وتنازعها كتشاجر كفتي الميزان وتصارعها بالنقل والخفة والارتقاء والانخفاض ، فانهما في عين آنهما تختلفان تتفقان في اعانة من بيده الميزان فيما يريده من تشخيص وزن السلعة الموزونة ، فقد رتب الله تعالی أجزاء الخلقة بحيث تؤدي الى مقاصدها من غير أن يفوّت بعضها غرض بعض ، أو يفوّت من بعضها الوصف اللازم فيه لحصول الغاية المطلوبة» (٢).
بل وصرّحت النصوص الاسلامية بذلك من قبل حيث جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى : لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ
__________________
(١) المنظومة للسبزواري قسم الفلسفة ص ١٥٠ ـ ١٥٣.
(٢) الميزان ج ١٩ ص ٣٥٠ تفسير سورة الملك الآية ٣.