أهل التوحيد قالوا نحن موحدون واذا سئلوا عما في عقيدتهم من التثليث قالوا : إنه لا يضادد التوحيد وادعوا بأن الله واحد في حال كونه ثلاثاً ، وثلاث في حال كونه واحداً.
فها هو المستر هاكس الأمريكي يقول عن التثليث : «ان الطبيعة الالهية تتألف من ثلاثة أقانيم متساوية الجوهر أي الاب والابن وروح القدس والاب هو خالق جميع الكائنات بوساطة الابن والابن هو الفادي ، وروح القدس هو المطهر وهذه الأقانيم الثلاثة مع ذلك في رتبة واحدة ، وعمل واحد» (١).
فكيف يمكن أن يقبل المفكرون بهذا التناقض الواضح ، وهل أمامهم الا طريق واحد وهو نبذ هذه الترهات التي وصفت مع الاسف بأنها جزء من الدين الأمر الذي سبب النفور من الدين لدى هذه الطبقة من الناس في الغرب.
أم هل يمكن أن يقبل المفكرون باله يصلب على خشبة دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه ، أو دون أن يستطيع شريكه أو جزؤه الاخر من تخليصه.
فقد جاء في انجيل متى في الإصحاح السادس والعشرين المقطع ٢ : «وكان المجتازون (على المسيح عندما كان مصلوباً على الخشبة) يجدقون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين : یا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب ... قالوا : خلص آخرین وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها ، ان كان هو ملك اسرائیل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. قد اتكل على الله فلينقذه الان ان أراده لانه قال : أنا ابن الله.
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدّس : قارن هذا بالتوحيد الذي نادى به الاسلام ودعا اليه ، واقرأ سورة الاخلاص اذ يقول سبحانه قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ * اللَّـهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ واحكم أيهما هو المعقول الموافق للفطرة السليمة والعقل المستقيم : التوحيد أم التثليث.