العقيدة حينما ننبه الی ان ازلية الخالق التي بدعها الالهيون ما هي الا تخصیص في القاعدة العقلية التي تقول بأن لكل موجود علة ، وحينما طرح على نفسه ، هذا السؤال : ومن خلق الله ، ولم يجد له عند الالهين جواباً اعرض من العقيدة الدينية ، واختار المادية والالحاد!!.
في حين ترد على مقالة «راسل» ذذه عدة اشكالات وهي :
أولا : ان من المجیب ان يمر هذا السؤال سبباً في ارتداد «راسل» عن الايمان بالله ، وهو من ابسط الاشكالات التي أجاب عنها الالهيون منذ أمد بعيد.
بل واعجب من ذلك انه تنبه اليه في أعربات حياته وهو من الاسئلة التي تطرح نفسها على الانسان في أيام شبابه ، فكيف لم ينتبه اليه «راسل» طوال هذه المدة المديدة ، وكيف لم يعثر على جواب عليه.
أليس هذا يدل على ان «راسل» وأضرابه لم يتعرفوا على الفلسفة الصحيحة ولم يقفوا على المفاهيم والمبادئ الاعتقادية التي يعرفها كل الهي عادي فضلا عن الفيلسوف والعالم؟
ثانياً : ان هذا السؤال ليس متوجهاً الى الالهيين خاصة ، فالمادي والالهي امامه سواء ، لأن المادي والالهي كلاهما يعترفان بانتهاء الكون الی «مبدأ ازلي» غير مخلوق لشيء ولا معلول لعلة ، وهو عند المادي «المادة الأولى» وعند الالهي الخالق سبحانه وتعالى ، فكيف وجه راسل هذا السؤال الى الالهيين ، ولم يوجه الى الماديين القائلين بازلية المادة أيضاً؟!
ثالثاً : ان «راسلاخطأ خطأ فضيعاً عندما تصور ، وادعى بان كل «موجود» بحاجة الى علة ، ولهذا استنتج من ذلك بأن الله باعتباره موجوداً لابد له من علة فما هي علته ، ومن أوجده؟.