«أبی الله أن يجري الاشياء الا بأسباب فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرحاً ..» (١).
على ان الدليل الواضح الذي يعتمد عليه كل الالهيين ويمكن عرضه على عامة الطبقات من الناس هو الاستدلال بالنظام البديع السائد على الكون الذي يقوم على العلل والمعاليل التي تنسق الظواهر الطبيعية وتربطها ببعض. فهذا النظام البديع بهذا المعنى كان ولم يزل وسيلة لجميع الالهيين منذ أقدم العصور ومطمح نظرهم.
وللتدليل على ذلك ننقل لك مقتطفات من الحوار المفصل الذي دار بين سقراط واریستوديم الذي علم سقراط عنه بأنه ترك التوجه الى الاله ، والتقرب اليه بالصلاة والدعاء :
قال سقراط : قل لي يا اريستودیم! أترى انه يوجد رجال يستحقون منك الاعجاب في مهارتهم وحسن أعمالهم؟
قال اريستوديم : بلی
قال سقراط : الا تخبرنا عن أسمائهم
قال اريستوديم : اني في نوع الشعر التاريخي أعجب (بهومير) وفي الحماسة يطربني (میلاتیید) وفي المرائي يشجوني (سفوكل) ، ويروقني في التماثيل (بوليكيت) ويعجبني (زوكسیس) في فن التصوير.
قال سقراط : قل لي أيهما أحقهم من اعجابك بالقسط الأكبر ، الذين يعملون صوراً لا شعور بها ولا حراك ، أم الذين يخلقون الكائنات الحية المتمتعة بالادراك؟
__________________
(١) اصول الكافي ج ١ ـ كتاب الحجة ـ باب معرفة الأمام ، وبقية الحدیث كالتالي : وجعل لكل شرح علماً. وجعل لكل علم باباً ناطقاً عرفه من عرفه وجهله من جهله ذاك هو رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ونحن».