أولا : معارضة نظرية التطور للكتب المقدسة
فان نظرية التطور ـ سواء أكان تطوراً تدريجياً أم دفعياً ـ تعارض ما جاء في الكتب المقدسة التي تنص على خلق الانسان من الطين دون الاشارة الى تطور أو مراحل تكاملية في خلقه.
وهذا يدفع الى الشك في صحة الكتب المقدسة بل وفي سائر المفاهيم والمعارف الدينية!!
والجواب على ذلك هو كالتالي :
١ ـ ان نظرية تطور الأنواع وارتقائها لم تستقر بعد ، بل هي كبقية الفرضيات الاخرى عرضة للنقد والاصلاح ، والتغيير والتحوير.
ويشهد بذلك ان ما ادعاه داروين في هذه النظرية يخالف بعض ما ادعاه سلفه لامارك فيها ، والنظرية الداروينية نفسها لم تلبث ان قضي على بعض أصولها وتعرضت لشيء كثير من التعديل الذي ادى الى ظهور الداروينية الجديدة ، ولم يمر على هذه المذاهب التطورية التدريجية الاربع : (اللاماركية ـ اللاماركية الجديدة ـ الداروينية ـ الداروينية الجديدة) حتى قضي عليها بنظرية جديدة تقول بالتطور الفجائي التي واجهت هي أيضاً مشكلات وتعرضت لاعتراضات من زاوية العلم الطبيعي ، وبالتالي فان البحث العلمي الحديث أثبت خطأ الكثير من مبادئ هذه النظريات.
وصفوة القول هي : ان ما طرحه داروين ومن سبقوه أو لحقوه لا يتعدى كونه فرضية من الفرضيات فليست حقيقة من الحقائق العلمية الثابتة المستقرة حتّى تصلح معياراً لتقييم ما تحتويه الكتب المقدسة في هذا المجال.
وكم من نقود وجهت الى تلك النظرية بحيث أسقطتها عن كونها نظريّة