علمية قطعية وسيوافيك بعضها قريباً.
أفهل يمكن رفض الكتب المقدسة الثابتة بالأدلة القطعية بهذه الفروض العلمية المتزلزلة التي تتشكل في كل يوم بثوب جدید وبیان حديث؟
* * *
٢ ـ على فرض ثبوت واستقرار نظرية التطور ـ تدريجياً كان أو فجائياً ـ فان نصوص الكتب المقدسة بشأن خلقة الانسان ليست بنحو لا يقبل التأويل ، فلو فرض ثبوت الأصول الداروينية في المستقبل لامكن تأويل نصوص هذه الكتب ، أو أن يقال بأن هذه الكتب اكتفت ببيان خلقة الانسان من الطين والتراب ولم تبين التطورات التي مرت على هذا الكائن حتى صار انسان كاملا ، ولكن عدم بيانها لم يكن لاجل عدم الاعتقاد بهذه التطورات بل كان لعدم قدرة العقول التي عاصرت نزول تلك الكتب على هضم مسألة التطور والارتقاء من حالة إلى حالة.
هذا فيما اذا ثبتت صحة نظرية التطور ثبوت قاطعة كالشمس في رائعة النهار ، ولم تبلغ هذه المرحلة قط الى الان. فلقد تبين أن معظم أصول هذه النظرية بل كلها سقطت تحت مطارق الاعتراضات العلمية القوية ، وكيف انها كانت ولاتزال هدفا لسهام النقد ، حتى لم يبق منها الا الاسم ، والمظهر الخاوي.
* * *
٣ ـ ان التطور ـ سواء أكان تدريجياً ام دفعياً لا يكون قط دليلا على عدم وجود خالق مدبر لهذا الكون بل هذا التطور خير دليل على وجود نظام ومنظم لهذه الكائنات اذ نجد كيف ترتقي الكائنات الحية من الاضعف الى الأقوى ، ومن الناقص الى الكامل ليتوفر لها حظ أكثر في البقاء والاستمرار ، وتبقى الكائنات الحية محافظة على وجودها مع صعودها في سلم التكامل ، والارتقاء المناسب.