إن الاعتقاد بوجود خالق مدير وراء وجود هذه الكائنات يبقى هو التفسير الصحيح للكون بما فيه من كائنات حية وغير حية ، وما يسوده من نظام واتقان ونوامیس وقوانین ، سواء انتصرت نظرية ثبات الأنواع ، أو نظرية تطور الانواع اذ ليس ما يتمسك به الالهي هو ثبات الانواع كما يتصور البعض بل هو النظام والتنسيق والمحاسبة والتقدير وهي موجودة في كلا الصورتين الخلق المستقل الخاص والتطور.
كما وليس القول بثبات الانواع (أي الخلق المستقل للانواع) دليلا على وجود الاله ، وهكذا لا يكون القول بتطورها دليلا على نفي وجوده ، فالثبات والتطور عند الالهي سواسية ، لان مايتمسك به الالهي انما هو النظام البديع السائد على المادة ، ولا يمكن ان يكون نابعة منها ، سواء كانت الأنواع مخلوقة بهذه الصورة منذ وجدت ، ام انها خلقت ـ في الابتداء ـ بصورة بسيطة ثم تطورت وتكاملت وارتقت حسب الاسس والأصول والنواميس المذكورة.
وهذا هو ما فطن له جماعة من علماء الطبيعة والمشتغلين بالعلوم الطبيعية : قال الدكتور ادوارد لوثر كيسيل الأخصائي في علم الحيوان والحشرات :
برغم ان صيحات الماديين والطبيعيين قد حجبت كثيرة من الباحثين الأمناء عن الحقيقة فان فكرة التطور الخلقي لايمكن أن تكون منافية للعقيدة الدينية بل على النقيض من ذلك نجد الحماقة والتناقض في الرأي ان يسلم الانسان بفكرة التطور ويرفض أن يسلم بحقيقة وجود الخالق الذي أوجد هذا التطور.
وقال : وكلما استرسلت في دراستي للطبيعة والكون ازداد اقتناعي وقوي ایماني بهذه الأدلة فالعمليات والظواهر التي تهتم العلوم بدراستها ليست الأمظاهر آيات بينات على وجود الخالق المبدع لهذا الكون ، وليس التطور الا مرحلة