من مراحل عملية الخلق (١).
وقال عالم الطبيعة والأخصائي في الاشعاع الشمسي والبصريات الهندسية والطبيعية :
أن التطور الذي تكشف عنه العلوم في هذا الكون هو ذاته شاهد على وجود الله فمن جزئیات بسيطة ليس لها صورة معينة وليس بينها فراغ نشأت ملايين من الكواكب والنجوم والعوالم المختلفة لها صور معينة وأعمار محددة تخضع القوانين ثابتة يعجز العقل البشري عن الاحاطة بمدى أبداعها (٢).
وعلى كل فان التطور المذكور ـ تدريجياً كان أو دفعياً ـ يكشف عن أن لهذا الكون منظمة ، وان لهذا البيت ربة مدبرة ، لان اختيار هذه الصورة المفيدة للحياة والبقاء دون غيرها يستحيل أن يصدر من دون ارادة حكيمة ، ومنظم خبير.
هذا هو الوجه الأول لكيفية استفادة الماديين من نظرية التطور ما يبرر الحادهم ، وهذه هي اجوبتها.
* * *
ثانياً : التطور التدريجي في عموم الكون
ان التطورات الجزئية العارضة للكائن الحي كان هو الضامن لبقائه ، والموجب الفناء فاقدها فكلما انضمت إلى هذا التكامل تكاملات اخرى صار الحي انجح في ميدان التناز ع ، كما كان الاخر أقرب الى الفشل والفناء ، وعلى هذا الاساس تكاملت الانواع الحية الى ان بلغت الذروة.
__________________
(١) الله يتجلى في عصر العلم ص ٣.
(٢) الله يتجلى في عصر العلم ص ٤١.