لیست اسمك من ورقة رفيعة ، والطبقة التي في اقصى الداخل تتكون من أعواد ومخروطات ، ويقال إن عدد الأولى ثلاثون مليون عود ، وعدد الثانية ثلاثة ملیون مخروط ، وقد نظمت هذه كلها في تناسب محكم ، بعضها إلى بعض وبالنسبة الى العدسات ، ولكن العجب أنها تدير ظهورها للعدسات وتنظر نحو الداخل لانحوالخارج ، واذا استطعت أن تنظر في خلال العدسات فانك تری عدوك مقلوب الوضع ، والجانب الأيمن منه هو الايسر ، وهذا امر يربكك اذا حاولت أن تدافع عن نفسك.
ولذا فان الطبيعة قد عرفت بطريقة ماذا سيحدث ، ولذا أجرت ذلك التصميم قبل أن تقدر العين على الابصار ، ورتبت اعادة تنظيم كاملة عن طريق ملايين من خويطات الأعصاب المؤدية إلى المخ ، ثم رفعت مدي ادراكنا الحسيمن الحرارة الى الضوء ، وبذا جعلت العين حساسة بالنسبة للضوء وهكذا نرى صورة ملونة للعالم من الجانب الايمن الى فوق ، وهو احتیاط بصري سليم.
وعدسة عينك تختلف في الكثافة ولذا تجمع كل الأشعة في بؤرة ، ولا يحصل الانسان على مثل ذلك في أية مادة من جنس واحد كالزجاج مثلا وكل هذه التنظيمات العجيبة للعدسات والعيدان والمخروطات والأعصاب وغيرها ، لابد انها حدثت في وقت واحد لانه قبل أن تكمل كل واحدة منها كان الابصار مستحيلا فكيف استطاع كل عامل أن يعرف احتياجات العوامل الأخرى ويوائم بين نفسه وبينها؟ (١).
* * *
ب) الارض فان حجمها وبعدها عن الشمس ودرجة حرارة الشمس وأشعتها الباعثة للحياة وسمك قشرة الارض وكمية الماء ، ومقدار ثاني اوكسيد الكربون
__________________
(١) العالم يدعو للايمان ص ١١٥.