وحجم النتروجين ، وظهور الانسان وبقاء على قيد الحياة كل اولاء تدل على خروج النظام من الفوضى ، وعلى التصميم والقصد ، فان هذه الامور اذا لم تكن مجتمعة على الأرض في وقت واحد لاستحال توفر الحياة على هذه البسيطة فكيف يمكن القول بأنها توفرت شيئا فشيئا عبر ملايين بل بلايين الأعوام ومع ذلك كانت الحياة موجودة في حين أن كل واحد منها شرط أساسي بفقدانسه تستحيل الحياة.
وخلاصة القول ان التكامل التدريجي قد يدفع حياة الحيوانات في الاعضاء البسيطة لوكان مثل الغشاء الموجود بين أصابع أرجل البط ، ولكنه غير مفيد مطلقة في الأجهزة المعقدة كجهاز السمع والبصر والهضم وأمثالها فانها مالم تتوفر بكامل أجزائها في وقت ومكان واحد لم يكن للكائن الحي أي حظ في البقاء.
أن المسألة ـ على حد تعبير امیل گوینو الاستاذ بجامعة جنيف ـ لیست على غرار سباق الخيول بحيث يكون طول اذن أحد الخيول ولو بمقدار سنتيمتر واحد سببة لتقدمه وسبقه على الخيول الأخرى في حلبة السباق بل المسألة هي ان البقاء قد يحتاج الى أجهزة معقدة جدا كالعين التي لابد من توفر جميع أجزائها حتى تقدر على الابصار لتو فر حظاً في البقاء. فاذا بان الخطأ في المقيس عليه علمنا منه حال المقيس أي مجموع العالم غير ان في القول بالتكامل التدريجي في مجموع العالم عرضة أخرى فاليك بيانها.
* * *
٢ ـ ان التكامل التدريجي ، وتطور الانواع الفعلية من صورو كائنات بسيطة جدا الذي يدعيه أصحاب وأنصار نظرية التطور ويسحبه الماديون إلى الكون باسره يحتاج إلى أزمنة نجومية أي بلايين البلايين من السنوات بل القرون ،