واكتشف الكثير من الحقائق ، وتغير الكثير من المعارف.
وقد أولى المسلمون ـ قبل أن يقف الغرب على أهمية التجربة ـ هذه الوسيلة اهتماما كبيرا وأخذوا بها ، ونبغ فيهم من توصلوا بسببها الى حقائق علمية جمة مثل : جابر بن حیان ، وابن سينا ، والرازي وغيرهم وذلك انطلاقة من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي يؤكد على النظر والمشاهدة في الايات بل وتؤكد على أهمية التجربة بالذات ، وبصراحة ، كما نلاحظ ذلك في النصوص الاسلامية : قال تعالى : (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) (یونس ـ ١١)
وقال : (قل سيروا في الارض وانظروا كيف بدأ الخلق) (العنكبوت ـ ٢).
وقال : (وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها الحمار)(البقرة ـ ٢٥)
وقال : (فانظر الى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها)(الروم ـ ٥).
وغيرها من الايات التي تستعرض الحقائق الطبيعية وتدعو الانسان الی أن ينظر اليها ويفكر فيها بشكل وآخر ولاشك أن المطلوب ليس هو النظر السطحى العابرانماهو استكناه الحقائق الذي لا يتحقق الا بالتجربة والاختبار ، والانطلاق من ذلك الى معرفة العوالم الغيبية ، والايمان بها.
ويؤيد ذلك أن قادة الاسلام صرحوا بلفظ التجربة ودعوا اليها بصراحة لا لبس فيها. يقول الامام علي عليه السلام.
١ ـ «في التجارب علم مستأنف [أو مستفاد] (١).
__________________
(١) تحف العقول ص ٦ من خطبة الوسيلة.