وفسر جميع الظواهر تفسيراً سياسياً.
وهذا هو ما وقع فيه بعض الغربيين ، فهم بعد أن أسرتهم المادية ، وتحققت على ايديهم بعض الكشوف الطبيعية تحولت رؤيتهم الى رؤية مادية محضة فأصبحوا يفسرون كل شيء بتفسير مادي محض ، ويرفضون كل مالا يدخل ضمن هذا النطاق.
ومن هنا جاء رفضهم للامور والقضايا الدينية في مجال المعتقدات لانها لا تدخل في نطاق المادة والأمور المادية ، ولا سبيل اليها بالوسائل المادية.
يبقى ان نعرف انهم في تركيزهم على دور التجربة والحس واعتبارها الأداة الوحيدة لاكتشاف الحقائق وتقييمها غفلوا عن ناحية مهمة جدا وهي أن
جميع القوانين والعلوم الطبيعية المكتشفة لم يكن من الممكن الوقوف عليها الا بمعونة اصول عقلية ثابتة في الفلسفة بحيث لولا انضمامها إلى اداة التجربة لما كانت لاكتشافاتهم أية نتائج ، واليك بيان ذلك.
الاستدلال العقلي يعضد التجربة :
لقد ثبت في «نظرية المعرفة» أن التجربة وحدها لا يمكن أن تؤدي الى اكتشاف قانون «كلي» يعتمد عليه من دون أن تنضم اليه قاعدة عقلية فلسفية.
وبكلمة واحدة : أن العملية التجريبية ـ من حيث نشعر أو لا تشعر ـ تحتوي على اقيسة منطقية وقضايا أولية عقلية.
فعندما تثبت التجربة ان الحديد يتمدد بالحرارة أي أن العالم الطبيعي يكرر التجربة على قطع حديدية اخرى في مناطق مختلفة يقف على أن العامل الوحيد للتمدد هو الحرارة وطبيعة الحديد فان هذا هو آخر ما يمكن أن يحصل عليه العالم من التجربة ، اما تعدي مه لقانون «التمدد بسبب الحرارة ، في كل