قد نظر الى العقيدة السائدة في عصره وبيئته فجعلها مقياساً لتحليله ، ومعياراً لتقييمه.
ولم يكن أولئك المحللون ذوي خبرة والمام بالشرائع والعقائد ، السماوية حتى يميزوا المحرّف عن غيره والصحيح عن السقيم ، كما عرفت.
رابعاً : ان هناك شخصيات بارزة في التاريخ الغابر وكذا في العصر الحاضر يعتقدون بالله سبحانه ، ويعبدونه لكونه المثل الأعلى للكمال والجمال ، وغير ذلك من الصفات العليا لا لكونه يقوم مقام الأب في ازالة الخوف عنهم ، وتوفير الحماية اللازمة لهم.
وقد مرت بعض النصوص المنقولة عنهم والتي تؤيد هذه الحقيقة ، بصراحة لا غموض فيها ، فراجعها.
القرآن ونظرية استمرار الحالة الطفولية
لقد وقفت على اجمال هذه النظريّة وكيف أن «فرويد» ادعى أن الحالة الطفولية لدى الانسان والتي تتطلب له أباً رؤوفاً ياوي اليه لدى الأموال هي التي جرته إلى أن يخترع فكرة الاله ليقيمه مقام الأب الحامي له في فترة الطفولة حتي تحصل له الطمأنينة ويتوفر له الاستقرار النفسي.
كما قد عرفت ـ أيضاً ـ ما يرد على هذه النظرية من النقد الهادم لاسسها. وها نحن بعد ذلك كله نكس نظرية القرآن الكريم في هذا المقام فنقول :
أن القرآن الكريم يجعل الطمأنينة أثراً من الاثار الطبيعية لذكر الله سبحانه اذ يقول : أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد ـ ٢٨)