لذلك بكل حيلة ووسيلة ، وفشلهم في هذا السبيل خير دليل على تجذر هذه الظاهرة في اعماق الفطرة الانسانية وملازمة غريزة التدين للنفس البشرية دون انفكاك.
وبالمناسبة يجب أن نعرف أن ظهور الالحاد لدى بعض الرجال السياسيين لا يدل على عدم كون هذه الظاهرة أمراً فطرياً اذ لا يجب أن تظهر آثار الامر الفطري في جميع الموارد والاحوال ، كيف والميول الجنسية رغم كونها من اظهر الأمور الفطرية قد يخبو أوارها ـ احیاناً ـ عندما يكبح الانسان جماحها أو يقمعها بالمرة أو يكاد.
كما ان «حب الاستطلاع» هو الاخر رغم كونه أمراً فطرياً قد يختفي لدى البعض عندما ينصرفون الى الغرائز الاخرى انصرافاً كلياً ويتمادون في أعمالها اكثر من الحد الطبيعي فلا يبقى مجال الاظهار غريزة حب الاستطلاع.
نعم إن الفطرة البشرية هي مبدأ ظهور التدين في المجمعات البشرية وانجذابها الى ما وراء الطبيعة ، ولكن التدين هذا يتكامل بفضل البراهين العقلية والادراكات الصحيحة المنطقية ، ولأجل ذلك يكون التدين وليد الخطرة والعقل معاً ، وهذا ما يتنبى هذا الكتاب اثباته ، وسيوافيك كلا الأمرين في الفصول القادمة.