تقسيم الأمور الى ما له جذور في اعماق الفطرة أو مبررات وجيهة في منطق العقل فلا يجوز نحت الاسباب لظهوره ووجوده ، والى ما هو عارض على حياة الانسان لاسباب طارئة فيجوز تحت الأسباب له. والأول مثل ظاهرة الزواج وجمع المال ، والثاني مثل الاعتقاد بنحوسة الرقم ١٣ ونعيب الغراب.
٦ ـ الفطرة البشرية السليمة ، والرابطة العقلية المنطقية بين مشاهدة النظام الكوني والاعتقاد بالخالق ، يثبتان بان التدين والايمان بالله ، من النوع الأول فلا يصح نحت الاسباب لنشوئه في حياة البشر.
٧ ـ ان تفسير نشوء العقيدة بنظرية الخوف البشري من الحوادث الطبيعية مرفوض :
أولا : لانها تتجاهل فطرية الاعتقاد بالخالق ، ومنطقيته كما مر.
ثانياً : لان هذه النظرية لا تستند إلى أية أدلة موجهة بل هي ضرب من الخيال ، والافتراض ، والتخمين.
ثالثاً : لانها تعجز عن تفسير ايمان العباقرة والعلماء والمخترعين والمكتشفين بالله ، وهم ممن استطاعوا التغلب على اكثر المخاوف.
٨ ـ ان العقيدة الدينية ومفاهيم الدين وان كانت تبعث على الطمأنينة الا ان هذا من آثار العقيدة لا من دوافع واسباب نشأتها ، وليس من الصحيح أن نخلط بين اسباب النشوء والاثار المترتبة على الشيء.
٩ ـ تفسير نشوء العقيدة الدينية بنظرية «الجهل البشري بالعلل الطبيعية للحوادث» مرفوض أيضاً :
أولا : لانها تتجاهل فطرية الايمان بالله وعقلانيته كسابقتها.
ثانياً : لانها تنم عن جهل اصحابها بمنطق الالهيين الذين يعتقدون بالعلل الطبيعية ، والنظام العلى ، ويعتبرونه دليلا على وجود خالق لمجموع ذلك النظام.