ثالثاً : انها تثبت بشكل غير مباشر بان البشر كان يعتقد دائماً بالعلية ولهذا اعتقد بوجود خالق للكون ، وان اخطأ أحياناً في احلال الخالق محل بعض العلل الطبيعية ، لو صح ذلك.
رابعاً : لان العقيدة الدينية موجودة حتى في المجتمعات المتحضرة العارفة بالعلل الطبيعية.
خامساً : لان الاعتقاد بالله لو كان مبعثه الخوف أو الجهل لكان الدواب والبهائم اولی بهذا الاعتقاد لعجزها الاشد وجهلها الأكبر.
فيتلخص من ذلك أن الجهل والخوف لو صح كونهما علة لنشوء العقيدة فهما من قبيل العلة البعيدة لا العلة القريبة بمعنى انهما هيئا للعقل فرصة ودافع التفكير في منشأ الكون وحوادثه ثم الاعتقاد بوجود خالق له. فالايمان بالخالق وليد العقل لا الجهل ووليد الفطرة لا الخوف الساذج.
١ ـ ان تفسير نشوء العقيدة بالنظرية الاقتصادية الماركسية التي تقول بأن الدين ردة فعل للاوضاع والعلاقات الاقتصادية وأنها استغلت لتحرير الشعوب هي الأخرى مردودة.
اولا : لان ذلك يتعارض مع أصالة التدين وفطريته وعقلانيته فليس تابعاً للتغيرات الحاصلة في وسائل الانتاج.
ثانياً : أن استغلال الدين من قبل بعض الوصوليين من الحكام والكهنة شيء واصالة الدين والتدين شيء آخر.
ثالثاً : ان هذه النظرية ان صحت فانما تصح بالنسبة إلى الأديان المحرفة التي طرأ عليها التحريف لصالح طبقة معينة ولا تصح بالنسبة الى الاسلام النقي في اصوله وفروعه وتعاليمه وبرامجه الانسانية العادلة من اي تحريف.
رابعاً : ان التدين الصحيح خير عامل للتقدم العلمي ، وخير دعامة للاخلاق