بكل ما أوتي من قوة ، فاذا تذكر الموت اعتراه أسى عميق لانه يعتبر الموت نهاية لهذه الحياة العزيزة عليه ، الاثيرة لديه. أنه يعتبر الموت فناء مطلقاً يأتي على حياته وكل ما جمعه وشيّده طيلة عمره. ومن هنا يظل الموت كشبح مخيف وكریه يلاحقه ويؤرقه وربما حاول التخلص منه باللهو والتسلية دون جدوى ، لانه سرعان ما يشبع منهما ويملهما.
ب ـ المصائب والنكبات
الحياة التي يمر بها الانسان مليئة بالمصائب مشحونة بالكوارث ، وكأن ذلك هو قانونها المحكّم ، وسنتها الثابتة ، فمن مرض الى فقد عزيز الى ضياع مال وغيره.
وهذه المصائب هي من أشد ما يعاني منها الانسان في حياته ، بل وقد تقضي عليه كمداً وحزناً اذا لم يجد لها تفسيراً معقولاً أولم يؤمن بعالم آخر يعوّض فيه عليها ويثاب ، فرب من أهلكه جزعه ، ورب من أردته أحزانه ، ممن فقدوا الصبر والاستقامة ، وحرموا الوعي الكافي ، والايمان الواقي ، والأمل في المثوبة والاجر.
ج ـ المادية المفرطة :
لقد جبل الانسان على حب المال والميل الى ملاذ الحياة والتمتع بها لان في ذلك قوام حياته واستمرار وجوده ولكن قد تتحول هذه الغريزة الى حرص بالغ وجشع عريض ، ولما كان يتعذر عليه أن يحقق كل مطامحه وكل امانيه في هذه الحياة بسبب عجزه عن ذلك دخله همّ عظيم لهذا الاخفاق وأحس بمرارة كبيرة تستتبع بدورها آلاماً نفسية كما اصابه حزن شديد على