وأما الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري (ت ٤٠٩ ه / ١٠١٨ م) صاحب كتابي «المؤتلف والمختلف» و «مشتبه النسبة» وهما من أول الكتب الموضوعة في هذا الفن أيضا ، فقد وافق الدارقطني بنسبة السجستاني أنه «العزيزي» بزايين ، فضمنه في كتابيه ، وكان قولاهما عمدة لأصحاب هذا الرأي عند المتأخرين (١).
وأما الخطيب البغدادي ، أحمد بن علي بن ثابت (ت ٤٦٣ ه / ١٠٧٠ م) فهو صاحب التصانيف الكثيرة في الحديث والرجال ، والإمام المبرّز في تمييز «المؤتلف والمختلف» و «المتشابه» من الأسماء ، ولم يكن بعد أبي الحسن الدارقطني مثله ، وقد استدرك على كتابه «المؤتلف والمختلف» بكتاب أسماه «المؤتنف في المؤتلف والمختلف» كما لخّص كتابه «المتشابه» بكتاب أسماه «تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه على بوادر التصحيف والوهم» وألّف «المتّفق والمفترق» وقد عالج في كتبه هذه أسماء الرجال واختلاف العلماء في ضبطها ، ونصّ على أن «العزيزيّ» بزايين (٢) ، نقلا عن الدارقطني وعبد الغني الأزدي ، ولم يعترض عليهما بتصويب أو مناقشة.
وأما الأمير ابن ماكولا أبو نصر سعد الملك علي بن هبة الله بن علي (ت ٤٧٥ ه / ١٠٨٢ م) فقد خلف الخطيب البغدادي في علمه وإتقانه ، وله كتاب «الإكمال في رفع عارض الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب» جمعه من كتب الحفّاظ المتقدّمين ، وقال عنه النووي في «التقريب» (٣) عند ذكر كتب هذا الفن : «أحسنها وأكملها الإكمال لابن ماكولا» وقال ابن خلكان (٤) : «هو في غاية الإفادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد ، وعليه اعتماد المحدّثين وأرباب هذا الشأن» وقد ترجم للسجستاني في كتابه (٥) في مادة «عزيز» بزايين ، فقال : «ومحمد بن عزيز السجستاني صاحب كتاب غريب القرآن على حروف المعجم».
هؤلاء هم عمدة أصحاب القول الأول ، وهم من أعيان القرون الخمسة الأولى
__________________
(١) انظر المؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي ص ٩٨.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٤ ، والتجيبي ، برنامجه : ٤٨.
(٣) النووي ، التقريب : ٤١.
(٤) ابن خلكان ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٥.
(٥) ابن ماكولا ، الإكمال ٧ / ٥.