علي بن سكّرة عن بعض البغداديين أنه كان يقول : عزير ، بزاي معجمة واحدة ، بعدها راء مهملة ، والعين مهملة مضمومة أيضا». ويقول التجيبي في «برنامجه» (١) : «وقال القاضي الشهيد أبو علي الصدفي رحمهالله تعالى : سمعت بعض أهل بغداد يقول : إنما هو عزير بزاي ثم راء ، وكذلك كان يقوله الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن الصباح البغدادي نزيل مكة شرفها الله تعالى ورحمه».
وأما القاضي أبو بكر بن العربي ، محمد بن عبد الله (ت ٥٤٣ ه / ١١٤٨ م) ، فينقل عنه ابن خير الإشبيلي في «فهرسته» (٢) : «وكذلك قال القاضي أبو بكر بن العربي بالراء المهملة ، صوابه عندهم».
وأما السلامي ، محمد بن ناصر (ت ٥٥٠ ه / ١١٥٥ م) فهو من المؤلفين في «المؤتلف والمختلف» كما ذكر السخاوي في «فتح المغيث» (٣) ، وهو أول من خالف المؤلفين في هذا الفن بنسبة «العزيري» في كتابه ، وساق لذلك شواهد وأدلة ، وقد نقل قوله التجيبي في «برنامجه» (٤) كاملا ، وهذا هو نصه : «الصواب محمد بن عزير بالراء ، وعزيز بالزاي المكررة تصحيف ـ قال ـ وقد ضبطه الأثبات من اللغويين بالراء ، ورأيت بخطه كتاب «الملاحن» لابن دريد ، وقد كتب عليه : لمحمد بن عزير السجستاني ، وقيّده بالراء ، والكتاب عندي بخطه ، قال : ورأيت بخط إبراهيم بن محمد الطبري المعروف بنو زور ، وكان ضابطا ، نسخة من «غريب القرآن» لابن عزير ، وقد كتبها عن المصنّف ، وقيّد الترجمة : تأليف محمد بن عزير ، بالراء غير معجمة ، وكتبت منها نسخة ، قال : ورأيت بخط محمد بن نجدة الطبري اللغوي نسخة أخرى من «غريب القرآن» لابن عزير ، وقد ضبطه عزير بالراء ، وقد كتب الكتاب عنه أيضا ، وقابلت بها نسختي» ويذكر الزبيدي في «تاج العروس» ضمن مادة (عزز) «أن ابن ناصر السلامي قد صنّف فيه رسالة مستقلة وجمع كلام الناس».
__________________
(١) التجيبي ، برنامجه : ٤٨.
(٢) ابن خير ، فهرسته : ٦١ ، وانظر برنامج التجيبي : ٤٨.
(٣) السخاوي ، فتح المغيث ٣ / ٢١٤ ، باب المؤتلف والمختلف.
(٤) التجيبي ، برنامجه : ٤٨ ، وانظر قوله في المشتبه للذهبي ص : ٤٦١ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٦.