سورة يس
(فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) الأذقان جمع ذقن وهو مجتمع اللحيين ، والأقماح : رفع الرأس وغض البصر يقال : أقمحه الغلّ إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) : اضرب هاهنا بمعنى بيّن وصف.
(فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) أي : قوينا ، يقال المطر يعزز الأرض : إذا لبدها وشددها وتعزز لحم الناقة ، وقرئ بالتخفيف (١) من : عزه يعزه إذا غلبه ، أي : فغلبنا وقهرنا بثالث وهو شمعون.
(إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ) : أي تشاء منا بكم ، وعادة الجهال أن يتيمنوا بما يميلون إليه ويتشاءموا بما تنفر طباعهم عنه وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفروا عنه.
(قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) : وقرئ طيركم ، أي : سبب شؤمكم معكم.
(وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) : هو حبيب بن إسرائيل النجار ؛ وكان ينحت الأصنام وهو ممن آمن برسول الله صلىاللهعليهوسلم كما آمن به تبّع الأكبر وورقة بن نوفل.
(نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) : سلخت جلد الشاة أسلخ وأسلخ سلخا : إذا أظهرته عن اللحم وسلخت المرأة : إذا نزعت درعها ، استعير لإزالة الضوء وكشفه.
(كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) العرجون : أصل العذق الذي يعوجّ ويبقى على أصل النخلة يابسا ، والغرض من تشبيه الهلال به اصفراره ودقته وانحناؤه ، والغرض تشبيه الهيئة بالهيئة ووزنه فعلول عند الأكثر وعند الفراء فعلون اشتقه من الانعراج.
والقديم : المحول ، وقيل : أقل مدة الموصوف بالقدم الحول. فعلى هذا لو قال كل عبد لي قديم فهو حر عتق من مضى عليه حول.
(فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) الصريخ : صوت المستصرخ ، والصريخ : الصارخ أيضا.
(وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) يقال : خصمت فلانا فخصمته أخصمه بالكسر ولا يقال بالضم وهو شاذ في الاستعمال ، وقرئ يخصمون أراد : يختصمون ، والخصم بكسر
__________________
(١) قرأ شعبة عن عاصم بالتخفيف ، والباقون بالتشديد.