سورة القدر
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ) : الضمير يعود إلى القرآن ، وليلة القدر مختلف فيها فأكثرهم على أنها في العشر الأواخر من رمضان. وأكثر القول على أنها السابعة منها. ولعل الداعي لإخفائها أن يحيي من يريدها الليالي الكثيرة طلبا لموافقتها فتكثر عبادته فيضاعف ثوابه ، ومعنى ليلة القدر : تقدير الأمور ، من قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان : ٤] وقيل : سميت بليلة القدر لخطرها وشرفها على سائر الليالي من ارتفاع القدر.
فإن قيل : ما الحكمة في تخصيص هذه المدة وهي ألف شهر؟ يروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم ، فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك الغازي ، وقيل : إن الرجل فيما مضى ما كان يقال له : عابد حتى يعبد الله ألف شهر ، فأعطوا ليلة إن أحيوها كانوا أحق بأن يسموا عابدين من أولئك العباد.
(سَلامٌ هِيَ) : تقديره ما هي إلا سلامة ، لا يقدر الله فيها إلا السلامة والخير ، ويقضي في غيرها بلاء وشقاء وسلامة. أو ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين.
(مَطْلَعِ) : بفتح اللام (١) وكسرها (٢).
__________________
(١) قراءة الجمهور.
(٢) قراءة الكسائي.