سورة المائدة
(أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) العقود : العهود والمفرد : عقد ، وقيل : المراد بها ما أمر أهل الكتاب أن يعملوا به من تصديق النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : أوفوا بعقود الله فيما حرم وأحل ، وقيل : بعقد النكاح والشركة واليمين والحلف والبيع ، وقيل : العقود المذكورة من الفرائض المبينة في بدء السورة وهي إحدى عشرة ، وقيل : ثماني عشرة وأصله الجمع بين الشيئين مما يعسر الانفصال عنه ، والوفاء : إتمام العقد بفعل ما عقد عليه يقال : وفّى وأوفى.
(بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) : ما لا نطق له وذلك لما في صوته من الإبهام. لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير وهي واحدة البهائم والأنعام أصلها الإبل أخذ من نعمة الوطء وإضافة البهيمة إليها من باب إضافة ثوب خز ثم تستعمل للبقر والشاء ولا يدخل فيها الحافر.
(لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ) قيل : الشعائر ما يحرم بالإحرام وقيل : مناسك الحج وقيل دين الله كله ـ والشهر الحرام : يريد به الأشهر الحرم ـ والهدي : ما يهدى للذبح بمنى ، والقلائد قيل : المراد المقلدات ، وقيل القلائد نفسها أي : لا تأخذوا من لحاء شجر الحرم أي : لا تنزعوا من شجره شيئا تقلدونه هديكم وكانت الجاهلية تفعل ذلك.
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) أي : يحملنكم ويكسبنكم ، تقول : جرم يجرم أي : كسب وفلان جريمة أهله أي : كاسبهم ـ والجرم والجريمة : الذنب ، واشتقاقه من أجرم النخل إذا حمل بتمر رديء فاستعير لكل كسب مكروه.
والشنآن بالفتح : البغض وبالتسكين : بغيض قوم فإن المصدر على فعلان قليل قالوا ليان من قولهم لويته ألويه ليانا.
وقيل : يجوز أن يكون شنآن بالتسكين صفة ومعناه : بغيض قوم أبو عبيد الشنان بغير همز مثل السنان. وعند الجوهري الشنآن بالتحريك والتسكين شاذان في القياس ؛ لأن فعلان بالتحريك يقتضي الاضطراب كالنزوان والضربان والخفقان وبالتسكين لم يجئ فعلان.
(وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ