المعجمة أي طري ، وقولهم : " كذب لبن الناقة" إذا ظنّ أنه يدوم فلم يدم ، وقولهم : كذب عليك الحج ، أي : وجب ، وقولهم : كذب عليك العسل ـ بالنصب ـ أي : عليك بالعسل ، وذلك إغراء ، وقيل : العسل هاهنا العسلان وهو العدو ، والكذابة : ثوب يصنع بلون فكأنه موشّى وليس كذلك ، ويقال : رجل كذاب وكذوب وكذبذب وكيذبان كل ذلك على جهة المبالغة واستعمل العرب كذب في معان منها :
قولهم : " ما كذب إن فعل" أي : ما لبث ، " وحمل فما كذب" أي : فما جبن ، " وحمل ثم كذب فلم يصدق".
(وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) أي : أخفوه.
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) أي : باعوه ، وقد تقدم بثمن بخس أي : ناقص.
(دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) الدّرهم فيه ثلاث لغات : كسر الهاء وفتحها ، ودرهام وجمعه دراهيم ، وليس من باب الإشباع كما ذهب إليه ابن مالك ونص عليه الجوهري ، قيل : كانت إحدى وعشرين ، وقيل : أنقص منها.
(أَكْرِمِي مَثْواهُ) أي : إقامته.
(بَلَغَ أَشُدَّهُ) اختلف العلماء فيه : فقيل : ابتداء الأشدّ : بلوغ الحلم ، وقيل :
ثمان عشرة سنة ، وقيل : إحدى وعشرين ، لأنه يتقوى بسبع سنين ويبلغ بسبع بعدها ويتناهى طوله وقوته بسبع بعدها ، فآخر الابتداء أربعون سنة ، وقيل : ستون ، واحدها : شدّ ، مثل : قدّ وأقد ، وقيل : واحدها شدّ مثل : ذئب وأذؤب ، وقيل : هو جمع لا واحد له مثل أبابيل وعبابيد ، وقيل : واحد جاء على بناء الجمع مثل : الآنك وهو الأسرب ولا نظير لهما ، وقيل : واحده شدّة ، وهو أحسن في المعنى ، من قولهم : " بلغ الغلام شدته" إلا أن فعلة لا تجمع على أفعل.
(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها) أي : طالبته ، وأصله من الرّود وهو الذهاب والمجيء وكأن المراودة تختص بطلب المواقعة.
(وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ) أي : هلمّ لك يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث إلا أن العدد فيما بعده ، تقول : هيت لكما ، وهيت لكن ، وقرئ هيت (١) لك أي : تهيأ ذلك
__________________
(١) قراءة أبي جعفر ونافع وابن ذكوان.
* البيت لا يعرف قائله.