(وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) تقول : عتبت فلانا إذا أبرزت له ما عندك ، وأعتبت فلانا إذا حملته على العتب ، ويقال : أعتبته أزلت عتبه نحو أشكيته ، والاستعتاب : أن يطلب من الإنسان أن يذكر عتبه ليعتب ، يقال : استعتبت فلانا ، فقوله : " ولا هم يستعتبون" من هذه المادة ، والعتبى : إزالة ما لأجله يعتب.
(سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) جمع سربال : وهو القميص ، والثوب من الكتان والقطن والصوف وغيرها ، والتقدير : سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم البرد ، فحذف الثاني لدلالة الأول ، وذكر الحر لأنه عندهم أهم ، لكونهم في قطر حارّ ، وقيل : ما دفع الحرّ دفع البرد.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً) النّكث بالكسر : نقض الأخبية والأكسية لتغزل مرة أخرى ، والنكث : اسم رجل والجمع : أنكاث ، واستعير لنقض العهد والأيمان ، قيل : هذه التي ضرب لها المثل كانت حمقاء اسمها ريطة بنت عمرو بن تميم وكانت تأمر جواريها بالغزل فإذا بلغن نصف النهار أخذت ما غزلن ونقضته.
(دَخَلاً بَيْنَكُمْ) الدّخل : الفساد أي : يفسده.
(لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ) اختلف في البشر الذي نسب التعليم إليه ؛ فقيل : غلام كان لحويطب بن عبد العزى أسلم وحسن إسلامه اسمه عائش وقيل : يعيش وكان صاحب كتب ، وقيل : جبر ، غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي ، وقيل : عبدان جبر ويسار كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرءان التوراة والإنجيل ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا مر عليهما وقف ، وقيل : سلمان الفارسي. واللسان : اللغة ، ويقال : ألحد القبر وألحده فهو ملحد إذا أمال حفره عن الاستقامة ، ولذا فالملحد : من أمال مذهبه عن الاستقامة. والله تعالى أعلم.