يأتون الحجّ يسمون الحنفاء (١).
٩٦ ـ (بِبَكَّةَ) : قال بعض المفسرين إنّ موضع الطواف بكة لأنه يبكّ بعض الناس بعضا وهو الإزدحام ، واسم القرية مكّة (٢) ويقال بكّة مأخوذ من بككت الرّجل أي وضعت منه ورددت نخوته ، وكأنها تضع من نخوة المتجبّرين وأنشد الشاهد عن أبي عبد الله :
إذا الشريب أخذته أكّه |
|
فخلّه حتى يبكّ بكّة (٣) |
(عَلى شَفا جُرُفٍ)(٤) : حرف وشفا البئر حرفها.
__________________
(١) الحنفاء في الأصل الحنفا بدون همز.
(٢) بكة ومكة شيء واحد والباء تبدل من الميم. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ١٠٧ ، والبك دق العنق وقيل سميت بذلك لأنها كانت تدق رقاب الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم ، وأما مكة فسميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها أي تهلكه وتنقصه وقيل لأنها تمك المخ من العظم مما ينال قاصدها من المشقة. القرطبي ـ الجامع ٤ / ١٣٨.
(٣) [في اللسان غير منسوب والمعنى] : إذا ضجر الذي يورد إبله مع إبلك لشدة الحر انتظارا فخلّه حتى يزاحمك. ابن منظور ـ اللسان (أكك) و (بكك).
(٤) قرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر عن عاصم «جرف» ساكنة الراء. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي «جرف» مثقّلا. قال أبو علي فالضم الأصل والإسكان تخفيف ومثله الشغل والشغل. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٣ / ٥٠٢. وأشفى على الشيء أشرف عليه ومنه. أشفى المريض على الموت. القرطبي ـ الجامع ٤ / ١٦٥. ويضرب به المثل في القرب من الهلاك. الأصفهاني ـ المفردات ٢٦٤. وهذه الآية هي من سورة التوبة ٩ / آية ١٠٩ ، أما الآية التي في سورة آل عمران فرقمها ١٠٣ ونصها : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ...).