وكان لا بد في الدعوة ؛ من اقراء المؤمنين سرّا ومن أجل ذلك نظم الرسول (ص) خلايا سرية لاقراء المستضعفين القرآن كالآتي بيانه.
اتخذ الرسول (ص) من دار الارقم بن أبي الارقم مركزا سريا للاقراء والارقم هو أبو عبد الله بن عبد مناف المخزومي. أسلم قديما وكان السابع أو الثاني عشر ممن أسلم وشهد مع رسول الله بدرا وما بعدها وتوفي بالمدينة سنة خمسة وخمسين من الهجرة وكانت داره في أصل الصفا بمكة وكان المسلمون الاوائل يجتمعون فيها برسول الله (ص) يقرئهم القرآن.
قال ابن سعد وغيره بترجمة عمر بن الخطاب وخبر اسلامه ، وأسلم فيها (دار الارقم) قوم كثير ودعيت دار الاسلام.
قال المؤلف :
وتفرعت من هذه الخلية خلايا أخرى صغيرة بمكّة كان منها : دار سعيد ابن زيد بن نفيل العدوي كما تحدث عنها الصحابي الخليفة عمر بن الخطاب وقال في حديثه عن خبر إسلامه إنّه سمع بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد ، فذهب إلى دارهما ، قال :
وقد كان رسول الله (ص) يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند رجل به قوة فيكونان معه ويصيبان من طعامه وقد كان ضمّ إلى زوج أختي رجلين ، قال : فجئت حتى قرعت الباب فقيل : من هذا؟ قلت : ابن الخطاب ، قال : وكان القوم جلوسا يقرءون القرآن في صحيفة معهم فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم ، قال : فقامت المرأة ففتحت لي فقلت يا عدوة نفسها قد بلغني أنّك صبوت قال فأرفع شيئا في يدي فأضربها به قال فسال الدم ، قال : فلما رأت المرأة الدم بكت ، ثم قالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد أسلمت! قال : فدخلت مغضبا فجلست على السرير ، فنظرت ، فإذا بكتاب في ناحية البيت ، فقلت : ما هذا الكتاب اعطينيه ، فقالت : لا أعطيك لست من أهله ، أنت لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)