وتنقسم معارك القرآن مع أهل الكتاب على ما كان بينه وبين اليهود وما كان بينه وبين أهل الكتاب من النصارى ، وفي ما يأتي نوردهما على التوالي بإذنه تعالى :
ما دار بين اليهود وبين القرآن ومبلّغه والمؤمنين من حوار وخصام :
المعارك الفكرية بين القرآن المدني والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين :
استمرّ القرآن المدني في معاركه الفكرية مع المشركين مثل قوله تعالى في سورة الحج :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ* ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الآيات / ٧٣ ـ ٧٤)
سفّه أحلام المشركين في هذه الآية في ما اتخذوه آلهة من دون الله كما كان شأن القرآن المكّي وعمّم في الخطاب قريشا وغيرهم هاهنا بقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ...) وعمّم الخطاب بينما المخاطبون هم مشركو قريش.
وأضاف إلى معركته مع المشركين معركة أخرى مع أهل الكتاب وخاطبهم قائلا في سورة المائدة :
(يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الآية / ١٩)
وأثنى على بعضهم وقال سبحانه :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) (الأعراف / ١٥٧).
وأخبر ـ سبحانه ـ أنّهم يكتمون الحقّ ويلبسونه بالباطل ، وقال في سورة آل عمران :