وصدّقناه فيخرج الرجل منّا فيؤمن به. ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ...) الحديث (١).
وروى ابن هشام وغيره : أنّ النبيّ (ص) بعث مع الأنصار بعد بيعتهم الأولى على الإسلام مصعب بن عمير ، وأمره أن يقرئهم القرآن ، ويعلّمهم الإسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يسمّى المقرئ بالمدينة (٢).
وفي صحيح البخاري عن الصحابي البراء بن عازب قال :
أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم وكانا يقرءان الناس (٣).
وروى الذهبي بترجمة زيد بن ثابت من تذكرة الحفاظ أن زيدا قال : (أتى النبيّ (ص) المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة ، فقرأت على رسول الله (ص) فأعجبه ذلك) (٤).
كذلك انتشرت قراءة القرآن في المدينة قبل هجرة الرسول (ص) إليها.
***
كانت تلكم بعض أخبار القرآن في المدينة قبل هجرة الرسول إليها وعند ما هاجر الرسول (ص) إليها اتّخذ من مسجده مدرسة لإقراء القرآن وسنّ نظاما لتدوين القرآن وإقرائه كما سنذكره فيما يأتي بإذنه تعالى.
__________________
(١) مسند احمد ٣ / ٣٢٢ ، ٣٣٩.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ٤٢ ط. مصر سنة ١٣٥٦ ه ، خبر بيعة العقبة الاولى. ومصعب بن عمير : ابو عبد الله القرشي اسلم قديما وهاجر الى الحبشة ثم الى المدينة وشهد بدرا واستشهد بأحد راجع ترجمته في جميع كتب تراجم الصحابة.
(٣) صحيح البخاري ٢ / ٢٢٤ كتاب مناقب الانصار باب مقدم النبي (ص) المدينة ، وفي كتاب التفسير ، تفسير سورة (سبح اسم ربك) ٣ / ١٤٣. ومسند احمد ٤ / ٢٨٤.
(٤) تذكرة الحفاظ ١ / ٣١.