ونعلم من الروايات الآتية أن ما كان يقرئهم الرسول (ص) في معاني الآيات كان يتلقاه عن طريق الوحي عن الله جلّ اسمه.
أ ـ في سنن أبي داود ومسند أحمد واللفظ للأول بسنده عن المقدام بن معديكرب عن رسول الله (ص) أنه قال :
«ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال ، فأحلّوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ...» (١).
ب ـ في سنن أبي داود عن العرباض بن سارية قال : نزلنا مع رسول الله (ص) خيبر ومعه من معه من أصحابه ، ثم صلّى بهم النبي (ص) ، ثم قام ، فقال :
«أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن! ألّا وإني وعظت وأمرت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر ...» (٢).
قد يكون معنى قول الرسول (ص) «أنها لمثل القرآن» أي أنه تلقاه عن الوحي وأكثر من القرآن في شرح أحكام الله.
ج ـ في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة ومسند أحمد واللفظ للأول ، عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال : قال النبي (ص) :
__________________
(١) سنن ابي داود باب لزوم السنة ٤ / ٢٠٠ الحديث ٤٦٠٤ ، ومسند احمد ٤ / ١٣١.
مقدام الكندي صحابي مشهور نزل الشام ومات سنة ٨٧ ه وله احدى وتسعون سنة. تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٢.
(٢) سنن ابي داود ٢ / ٦٤ باب في تعشير أهل الذمة من كتاب الخراج والامارة والفيء ، وطبعة تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ٣ / ١٧٠.
وعرباض السلمي أبو نجيح صحابي كان من أهل الصفة ونزل حمص ومات بعد السبعين. تقريب التهذيب ٢ / ١٧.