وقال الماوردي : وكيف يمكن الإحاطة بأنه لم يكمله سوى أربعة ، والصحابة متفرقون في البلاد! وإن لم يكمله سوى أربعة فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون.
قال الشيخ : وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام القرّاء من الصحابة في أول كتاب القراءات له ، فسمى عددا كثيرا (١).
وفي عمدة القارئ في شرح صحيح البخاري :
إنّ قصارى الأمر أن أنسا قال جمع القرآن على عهده (ص) أربعة قد يكون المراد إني لا أعلم سوى هؤلاء ولا يلزمه أن يعلم كل الحافظين لكتاب الله تعالى (٢).
وروى في الاتقان عن البخاري :
وفيه ـ في الحديث الأول ـ المخالفة لحديث قتادة من وجهين أحدهما التصريح بصيغة الحصر في الأربعة والآخر ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب وقد استنكر جماعة من الأئمة الحصر في الأربعة وقال المازري لا يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه وإلّا فكيف الاحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد وهذا لا يتم إلّا إن كان لقى كل واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع في عهد النبي (ص) وهذا في غاية البعد في العادة وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك قال وقد تمسك بقول أنس هذا جماعة من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه.
وقال القرطبي قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي (ص) ببئر معونة مثل هذا العدد وإنما خص أنس الأربعة بالذكر لشدة
__________________
(١) البرهان للزركشي ١ / ٢٤٢.
(٢) عمدة القاري ٢٠ / ٢٧ ـ ٢٨.