(لمّا نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة ، قال : «أدعوا لي ، ادعوا لي» فقالت صفية (١) : من يا رسول الله؟
قال : «أهل بيتي عليّا وفاطمة والحسن والحسين» (٢).
__________________
ـ ولد بأرض الحبشة في هجرة أبويه إليها ، وهاجر أبوه به إلى المدينة. وكان حليما كريما يقال له : بحر الجود ، توفي بالمدينة سنة ثمانين عام الجحاف ـ عام جاء فيه سيل عظيم ببطن مكّة جحف الحاجّ وذهب بالإبل عليها أحمالها ـ وروى عنه أصحاب الصحاح ٢٥ حديثا. ترجمته بأسد الغابة وجوامع السيرة ص ٢٨٢.
(١) صفية بنت حيي بن أخطب : من سبط هارون بن عمران من بني إسرائيل ، وأمّها برة بنت السموأل من بني قريظة. كانت زوجة كنانة بن الربيع من يهود بني النضير فقتل عنها يوم خيبر فاصطفاها النبيّ وقال لها : «إن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك» ، فقالت : يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك ، وما لي في اليهودية إرب وما لي فيها والد ولا أخ ، وخيّرتني الكفر والاسلام ، فالله ورسوله أحبّ إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي. فاعتدّت ثم تزوّجها النبيّ وتوفّيت في سنة ٥٢ ه وروى عنها أصحاب الصحاح ١٠ أحاديث. ترجمتها بطبقات ابن سعد ٨ / ١٢٠ ـ ١٢٩. وجوامع السيرة ص ٢٨٥.
(٢) فاطمة بنت رسول الله (ص) وأمّها أمّ المؤمنين خديجة (ع).
في ترجمتها بأسد الغابة والإصابة : أن كنيتها أمّ أبيها وأنه انقطع نسل رسول الله إلا منها ، وقال رسول الله (ص) لفاطمة : «إن الله يغضب لغضبك ويرضي لرضاك» أخرجه ـ أيضا ـ الحاكم في مستدركه ٣ / ١٥٣. وبميزان الاعتدال ٢ / ٧٧. وتهذيب ٢ لتهذيب ١٢ / ٤٤١. وفي باب مناقب فاطمة بصحيح البخاري ٤ / ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٥ : قال رسول الله (ص): «فاطمة بضعة منّي ، من أغضبها أغضبني».
وفي رواية أخرى فيه بباب ذبّ الرجل عن ابنته من كتاب النكاح ٣ / ١٧٧ ، وباب فضائل فاطمة من صحيح مسلم ، والترمذي. وبمسند أحمد ٤ / ٣٢٨. ومستدرك الصحيحين ٣ / ١٥٣ : «يؤذيني ما آذاها ، أو يؤذيها».
وكان آخر الناس عهدا برسول الله إذا سافر فاطمة ، وإذا قدم من سفر كان أول الناس عهدا به فاطمة ، كما في مستدرك الصحيحين ٣ / ١٥٥ و ١٥٦ و ١ / ٤٨٩. ومسند أحمد ٥ / ٢٧٥. وسنن البيهقي ١ / ٢٦.