وكن يحثين التراب في وجوههم ، ويقلن : هاك المغزل اغزل به ، ومنهم قال : ان المسلمين لم يعدوا الجبل.
قال القفال والذي تدل عليه الأخبار في الجملة أن نفرا منهم تولوا وأبعدوا ، فمنهم من دخل المدينة ، ومنهم من ذهب الى سائر الجوانب ، وأما الاكثرون فانهم نزلوا عند الجبل واجتمعوا هناك ومن المنهزمين عمر ، إلّا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يبعد ، بل ثبت على الجبل الى أن صعد النبي (ص) ، ومنهم أيضا عثمان انهزم مع رجلين من الانصار يقال لهما سعد وعقبة ، انهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام ، فقال لهم النبي (ص) «لقد ذهبتم فيها عريضة» (١).
دراسة الخبر :
في الرواية الاولى فلان وسعد وعقبة الانصاريان.
وفي خبر ما كان يعيبه عبد الرحمن بن عوف على عثمان نفهم انه كان عثمان الذي أصبح بعد ذلك خليفة ، ولم يستحسنوا ذكر اسمه.
٣ ـ آية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (الآية / ٦).
في تفسير الآية بتفسير الطبري والسيوطي عن أم سلمة (رض) قالت : بعث النبي (ص) الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق يصدق أموالهم ، فسمع بذلك القوم فتلقوه يعظمون أمر رسول الله (ص) ، فحدّثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، فرجع الى رسول الله (ص) ، فقال : إن بني المصطلق منعوا صدقاتهم ، فبلغ القوم رجوعه ، فأتوا رسول الله (ص) فقالوا : نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله بعثت إلينا رجلا مصدقا ، فسررنا لذلك ، وقرّت أعيننا ثم إنه رجع من بعض
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٩ / ٥٠.