غيرهم من مخالفيهم فبدءوا العمل بذلك على عهد الخليفة الأول ابي بكر حيث أمر بكتابة مصحف مجرد عن حديث الرسول (ص) ، واستمر العمل على ذلك وانتهى في عصر الخليفة عمر ، وأودعه عند أم المؤمنين حفصة ، ثم استنسخ الخليفة الثالث عليها سبع نسخ ووزعها بين أمهات البلاد الإسلامية ، فاستنسخ المسلمون منها مصاحفهم التي بقيت بأيدي المسلمين حتى اليوم مجرّدة عن حديث الرسول (ص) ، وجمع ما عداها من مصاحف الصحابة اللاتي كتب فيها القرآن مع بيان الرسول (ص) ، واشتهر بين المسلمين في قرون متعاقبة حتى اليوم أن المصحف اسم للقرآن الذي في متناول أيديهم.
وبذلك اصبح المصحف في مصطلح المسلمين اسما علما للقرآن المجرّد عن بيان الرسول حتى اليوم.
ولمّا حثّ الخليفة العباسي المنصور علماء المسلمين على تدوين العلوم فقام بذلك علماء المسلمين وكان من ضمنها ما ألفوا في تفسير القرآن جمعوا فيها بين النص القرآني وتفسير آياته وكان عملهم هذا مشابها لعمل الصحابة في كتابة مصاحفهم ، فاشتهر بين المسلمين تسمية القرآن المجرّد عن بيان وتفسير بالمصحف والمصحف الذي دوّن فيه القرآن مع بيان آياته بالتفسير.