فقال الملك : من ابن علمك هذا يا سطيح؟ قال : من قبل أخ لي جني ينزل معي فقال له الملك : أخبرني عمّا يكون في الدهور ... (١).
وفي سيرة ابن هشام :
قيل لسطيح : أنى لك هذا العلم؟ فقال : لي صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم الله ـ تعالى ـ منه موسى (عليهالسلام). فهو يؤدي إليّ من ذلك ما يؤديه (٢).
وفي صحيح مسلم بسنده عن ابن عباس ما موجزه : بينا الأنصار كانوا جالسين ليلة مع رسول الله (ص) رمي بنجم فاستنار. فقال لهم رسول الله (ص) «ما ذا كنتم تقولون في الجاهلية ، إذ رمي بمثل هذا؟» قالوا : الله ورسوله أعلم. كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم. ومات رجل عظيم. فقال رسول الله (ص) : «فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته. ولكن ربنا ، ـ تبارك وتعالى اسمه ـ إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ما ذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ما ذا قال ، قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا ، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا ، فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم ، ويرمون به. فما جاءوا به على وجهه فهو حق ، ولكنهم يقرفون (٣) فيه ويزيدون».
وفي رواية قبلها :
سأل أناس رسول الله (ص) عن الكهان؟ فقال لهم رسول الله (ص) «ليسوا بشيء» قالوا : يا رسول الله! فإنهم يحدثون أحيانا الشيء يكون حقا. قال رسول الله (ص) : «تلك الكلمة من الجن يخطفها الجني. فيقرها في أذن وليه
__________________
(١) مادة سطيح من سفينة البحار.
(٢) خبر سطيح بسيرة ابن هشام ١ / ١٦.
(٣) يقرفون فيه أي يضيفون إليه الكذب.