وكذلك قوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) (١) ، وقوله تعالى : (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) (٢) ، وقوله تعالى : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) (٣) ، وقوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) (٤).
معناه : لكن من تولى وكفر فأنت مسلّط على قتله.
وقال بعض أهل التأويل : إن هذا متصل بالذكر ، المعنى : فذكّر الناس إلا من تولى وكفر فإنه لا يتذكر ، فلا تطمع فيه.
وقوله تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٥).
فمنهم من جعله استثناء متصلا ، وجعل تقدير الكلام : لا تجادلهم جدالا سيئا إلا من أقام على الكفر ولم يتبع الحق.
وقيل : إلا من ظلم بمنع الجزية. والله أعلم.
ـ ومن جعله استثناء منقطعا يقول : معناه : لكن الذين ظلموا جاملوهم وداروهم إلا أن تؤمروا بقتالهم.
وقوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) (٦) ، وقوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) (٧).
وقوله تعالى : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) (٨).
محل «من» منصوب على الاستثناء المنقطع ، لأن المرحوم خلاف
__________________
(١) سورة الشعراء : آية ٧٧.
(٢) سورة الزخرف : آية ٢٦.
(٣) سورة البقرة : آية ٣٤.
(٤) سورة الغاشية : آية ٢٢ ـ ٢٣.
(٥) سورة العنكبوت : آية ٤٦.
(٦) سورة الدخان : آية ٤٢.
(٧) سورة يس : آية ٤٣ ـ ٤٤.
(٨) سورة هود : آية ٤٣.