وقال الآخر :
١٣٠ ـ وأرى لها دارا بأغدرة |
|
السّيدان لم يدرس لها رسم |
١٣١ ـ إلا رمادا كشفت عنه |
|
الرياح خوالد سحم |
وقال الآخر :
١٣٢ ـ ما بالمدينة دار غير واحدة |
|
دار الخليفة إلا دار مروانا |
قيل : معناه : ما بالمدينة دار غير دار الخليفة إلا دار مروان ، فيكون الاستثناء منفصلا وقيل : ما بالمدينة دار ودار الخليفة إلا دار مروان. فعلى هذا المعنى يكون الاستثناء متصلا.
* * *
__________________
١٣٠ ـ ١٣١ ـ البيتان للمخبل السعدي.
وهما في المفضليات شرح ابن الأنباري ص ٢٠٨ ، والصحاح ٦ / ٢٥٤٥ ، والصاحبي ص ١٨٥ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٣١.
وأغدرة السيدان : موضع بين البصرة والبحرين ، والخوالد : الأثافي ، والسحم : جمع سحمة : وهي لون يضرب إلى السواد ، أي : كانت الأثافي قد دفعت عنه ، ثم أذهبته الرياح.
١٣٢ ـ البيت للفرزدق.
وهو في كتاب سيبويه ١ / ٣٧٣ ، والمقتضب ٤ / ٤٢٥ ، والأبيات المشكلة للفارقي ص ٣٦٨ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٩٠.
قال الأعلم : الشاهد فيه إجراء «غير» على الدار نعتا لها ، فلذلك ترفع ما بعد «إلا» والمعنى : ما بالمدينة دار هي غير واحدة ـ وهي دار الخليفة ـ إلا دار مروان ، ولو جعل «غير واحدة» استثناء بمنزلة (إلا واحدة) لجاز نصبها على الاستثناء ، ورفعها على البدل.