المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا وجبلا وبحرا ، ولو أعلم أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته.
وكان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري ، ويأخذ عنه الأصول ، وكان القشيري يراجعه في مسائل النحو والقراءات ويستفيد منه. توفي سنة ٤٦٥ ه.
فيكفي المصنف فخرا أنّ الهذلي شيخ الإقراء من تلاميذ تلامذته.
علمه :
جمع الشيخ أبو نصر علما غزيرا حيث إنّه قام برحلات عديدة في طلب العلم ، واجتمع بأكابر علماء عصره من أئمة القراءات والتفسير والعربية والحديث فأخذ عنهم.
وكان الشيء الغالب عليه هو علم القراءات ، حيث قرأ ختمات كثيرة على عدد من العلماء ، ثم بعد ذلك قام بإنتاجه العلمي في القراءات ، فألّف كتاب «الغنية».
بالإضافة إلى علم العربية حيث التقى بالسيرافي شيخ شيوخ العربية في عصره ، وكتابه هذا شاهد على علمه بالعربية ، والنحو والأشعار ، حيث يعرض فيه أقوال أئمة العربية وأحيانا يناقشهم فيها ، أو يعلّل ما ذكروه ، أو يختار من أقوالهم.
بالإضافة لعلم الحديث ، كما يذكر المؤلف في هذا الكتاب بعض سنده في علم الحديث ، وهذا كان ديدن علماء الشريعة يأخذون من كلّ علم بطرف ، ولا يقتصرون على علم واحد ويتركون سائر العلوم ، كما نرى في زماننا هذا من الباحثين من لو سئل عن مسألة من العلم لقال : إنّ هذا ليس من اختصاصي ، فدارس العربية لا يعرف الحديث ، ودارس الحديث لا يعرف القراءات مما يدلّ على ضعف العلم في هذه الأزمة المتأخرة ، حتى شجّع