ذلك الجهّال على التكلم والخوض في العلوم وهم لا يعرفون شيئا كما قيل :
لقد هزلت حتى بدا من هزالها |
|
كلاها وحتى سامها كل مفلس |
رحلته :
تعتبر الرحلة في طلب العلم شيئا أساسيا للعلماء ، والأصل فيها ما جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «اطلبوا العلم ولو بالصين فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» ، وهو حديث ضعيف (١).
وما جاء عن جابر بن عبد الله أنّه قال : بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي ، ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري ، فأتيت منزله وأرسلت إليه أنّ جابرا على الباب فرجع إليّ الرسول فقال : جابر بن عبد الله؟ فقلت : نعم. فخرج إليّ فاعتنقته واعتنقني. قال : قلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المظالم لم أسمعه أنا منه.
قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«يحشر الله تبارك وتعالى العباد ، أو قال : الناس ، وأومأ بيده نحو الشام حفاة عراة غرلا بهما. قال : قلنا : ما بهما؟ قال : ليس معهم شيء. فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ويسمعه من قرب : أنا الملك الدّيان لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنّة يطلبه حتى اللطمة ، قال : قلنا له : كيف وإنما نأتي الله عزوجل حفاة عراة غرلا؟ قال : بالحسنات والسيئات» ، [أخرجه ابن عبد البر] (٢).
__________________
(١) راجع تمييز الطيب من الخبيث للشيباني ص ٣٠.
(٢) راجع جامع بيان العلم وفضله ١ / ٩٣ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٩٥.