مدخول ، فحرّفوا الكلام عن مواضعه ، وعدلوه عن سبله ، ثمّ قضوا عليه بالتناقض والاستحالة ، واللحن وفساد النظم ، والاختلاف.
قال : فأحببت أن أنصح عن كتاب الله وأرمي من ورائه بالحجج النيّرة ، والبراهين البيّنة ، وأكشف للناس ما يلبسون ، فألّفت هذا الكتاب جامعا لتأويل مشكل القرآن ، مستنبطا ذلك من التفسير بزيادة في الشرح والإيضاح ، وحاملا ما لم أعلم فيه مقالا لإمام مطّلع على لغات العرب ، لأري به المعاند موضع المجاز ، وطريق الإمكان ، من غير أن أحكم فيه برأي ، أو أقضي عليه بتأويل».
وكذلك قام القاضي عبد الجبّار الهمذاني ، المتوفى سنة ٤١٥ ه ، بالرّدّ على الطاعنين في القرآن من الملاحدة والزنادقة ، فألّف كتابه «تنزيه القرآن عن المطاعن».
تكلّم فيه على سور القرآن سورة سورة ، وما يعرض في كلّ سورة من مشكلات واعتراضات ، وأجاب عنها ، وكتابه مطبوع موجود في مجلّد.
وله كتاب آخر اسمه «متشابه القرآن» يتكلم فيه على المحكم والمتشابه ، ويردّ على المعترضين ، وفي مقدمته يثبت بالدليل أنّ القرآن كلام الله منزّل من عنده. والكتاب أيضا مطبوع في مجلد.
وكذلك للإمام الباقلاني ، المتوفى سنة ٤٠٣ ، كتاب عظيم اسمه «الانتصار لنقل القرآن» لم يطبع ، وهو مخطوط في دار الكتب المصرية.
وقد اختصره بعض العلماء وسماه «نكت الانتصار لنقل القرآن» ، وهو مطبوع في مجلّد.
وفيه يقول : جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثباته ، ولم ينسخه ولا رفع تلاوته هو هذا الذي بين اللوحين ، الذي حواه مصحف عثمان رضي