في المكروهات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. (١)
ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢).
متى قال لهم ذلك؟ وفي أيّ موضع من القرآن ذكر هاتين الكلمتين؟
قلنا : أمّا ذكر الشجرة فحين قال : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣).
وأمّا ذكر عداوة إبليس : (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) (٤).
__________________
(١) الحديث أخرجه الترمذي وصححه والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : احتبس عنا رسول الله ذات غداة من صلاة الصبح ، حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا فثوّب بالصلاة ، فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما سلّم دعا بسوطه فقال : على مصافكم كما أنتم. ثم انفتل إلينا ثم قال : أما إني أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة. إنّي قمت الليلة ، فقمت وصليت ما قدّر لي ، ونعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمد ، قلت : لبيك ربي. قال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أدري.
فوضع كفه بين كتفيّ ، فوجدت برد أنامله بين ثديي ، فتجلى لي كل شيء وعرفته ، فقال : يا محمد. قلت : لبيك ربي. قال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : في الدرجات والكفارات فقال : ما الدرجات؟ قلت : إطعام الطعام ، وإفشاء السّلام ، والصلاة بالليل والناس نيام قال : صدقت ، فما الكفارات؟ قلت : إسباغ الوضوء في المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات. قال : صدقت. قل يا محمد : اللهم إنّي أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. اللهم إني أسألك حبّك وحبّ من أحبّك ، وحبّ عمل يقربني إلى حبّك. قال النبي صلىاللهعليهوسلم : تعلموهنّ وادرسوهنّ فإنهنّ حق».
راجع الدر المنثور ٧ / ٢٠٣ ، وعارضة الأحوذي ١٢ / ١١١ ، وشرح السنة للبغوي ٤ / ٣٦.
(٢) سورة الأعراف : آية ٢٢.
(٣) سورة البقرة : آية ٣٥.
(٤) سورة طه : آية ١١٧.