باب الياءات
ـ اعلم أن الياء في الأصل على عشرة ، ولكنها ربما تتفرع على وجوه :
ـ أولها الياء الأصلية : نحو الراعي والمهدي. وياء الأفعال : يسر ويتم.
ـ وياء الإضافة : تكون في الاسم والفعل ، أما في الاسم فنحو ضاربي ، وفي الفعل نحو ضربني ، ولا بد من نون تكون قبلها لئلا يقع الكسر في الأفعال.
ـ وياء المضارعة : مثل يدحرج وينظر ، وهي زائدة ، فشبهت بالأصلية.
ـ وياء التأنيث نحو اضربي يا هند ، واذهبي ، وكذلك هي في قوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) (١) ، وكانت في الأصل : تريين ، وقد سقطت الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل من تري لالتقاء الساكنين كما تسقط من مصطفى إذا قلت : مصطفين ، لالتقاء الساكنين ، فصارت ترين ، ثم لحقته النون المشددة فذهبت النون التي هي علامة الرفع لاجتماع النونات الثلاث ، وتحركت الياء بالكسر لالتقاء الساكنين ، الياء كانت ساكنة وبعدها نون ساكنة ، والساكن إذا حرّك حرك بالكسر فصارت ترينّ ، فتأمل.
__________________
(١) سورة مريم : آية ٢٦.